توقيع مذكرة تفاهم بين المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي وملتقى الملحقين الثقافيين العرب
شهد المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في المنامة اليوم الثلثاء (16 فبراير/ شباط 2016)، توقيع مذكرة تفاهم بين المركز وملتقى الملحقين الثقافيين العرب، حيث وقعت المذكرة من طرف المركز الإقليمي رئيسة مجلس إدارة المركز الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، ووقعها من طرف الملتقى رئيس الملتقى لهذا العام ورئيس الملحقية الثقافية الكويتية في المنامة عبد الله عبدالرحمن الكندري، بحضور دبلوماسي عالي المستوى من سفراء معتمدين لدى المملكة وملحقين ثقافيين، إضافة إلى تواجد عدد من ممثلي وسائل الإعلام.
ويأتي توقيع مذكرة التفاهم على هامش استضافة مركز عيسى الثقافي يوم غد الأربعاء 17 فبراير 2016 الملتقى التشاوري الثاني للمستشارين والملحقين الثقافيين العرب.
ورحّبت رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بالحضور الدبلوماسي من سفراء معتمدين لدى مملكة البحرين وملحقين ثقافيين، قائلة إن عمل المركز على الملتقى التشاوري الثاني للمستشارين والملحقين الثقافيين العرب في البحرين لهو من صلب عمل المركز في صناعة اللقاء ما بين الدول العربية الهادف إلى حفظ وصون التراث الإنساني والحضاري العربي.
وأشارت إلى أن عملية الحفاظ على التراث الإنساني تتطلب مشاركة كافة الأطراف وتعاون جميع الجهات، معربة عن سعادتها لتوقيع مذكرة التعاون ما بين ملتقى الملحقين الثقافيين العرب والمركز الإقليمي، والتي تكرس أهم مبادئ عمل المركز في تفعيل التواصل البناء مع الأطراف العربية المعنية بالتراث الإنساني العربي.
وأكدت أن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ينسّق العمل مع كافة الأطراف في الدول العربية من أجل المحافظة على المكتسبات الثقافية العربية، خصوصا في ظل ما تتعرض له بعض بلدان المنطقة من اضطرابات تؤثر على مواقعها الثقافية والطبيعية.
كما أكدت أن مملكة البحرين وبالرغم من حجمها الصغير جغرافياً إلا أنها كبيرة بأحلام قادتها وبعمقها التاريخي، مشددة على حرص المركز دائماً على ترسيخ الثوابت الاساسية للوطن العربي والمحافظة على تراثه وبخاصة في هذه الفترة العصيبة من تاريخ الأمة العربية وَمِمَّا تتعرض له بعض المواقع الأثرية والتاريخية في عدد من الدول العربية مثل ما تشهده مدينة حلب في سوريا من تدمير والخطر الأكبر الذي يهدد المواقع الأثرية بها، مؤكدة أن جهود الملحقين الثقافيين جنباً إلى جنب مع جهود مسئولي الثقافة في البلدان العربية وكذلك السفراء مطلوب في الوطن العربي من أجل تمرير الرسائل الصحيحة للثقافة والتاريخ العربي .
وأوضحت الشيخة مي بأن هذه الاتفاقية ستسهم في تكريس هذه المبادئ للثقافة العربية وستمد جسور التعاون بين أطراف الوطن العربي المختلفة وهو المبدأ الذي أسس من أجله المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي.
بدوره توجه رئيس المكتب الثقافي بسفارة دولة الكويت عبد الله بن عبد الرحمن الكندري بالشكر إلى الشيخة مي بنت محمد آل خليفة لجهودها في رعاية المشهد الثقافي والتراثي في مملكة البحرين بشكل خاص وفي الوطن العربي بشكل عام عبر عمل المركز الإقليمي، قائلاً إن مذكرة التفاهم ما بين الملتقى والمركز وهي الأولى من نوعها من شأنها أن توطد العمل العربي المشترك وستفعل العديد من الأنشطة والفعاليات من محاضرات، ندوات وورش عمل في مجال حفظ التراث الطبيعي والثقافي.
وجاءت مذكرة التفاهم ضمن مساعي ملتقى الملحقين الثقافيين العرب إلى توسيع دوائر التعاون الثنائي مع المؤسسات والجهات المعنية بالثقافة في المملكة، حيث جاء على رأس القائمة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، وهو المركز المعني بالتراث الثقافي الاثري والطبيعي في المنطقة العربية بأسرها. والذي يمثل التعاون معه ركيزة أساسيه لتطوير مفهوم وشعار الملتقى لهذا العام، “ثقافتنا وحدتنا”.
تهدف مذكرة التعاون إلى التوعية باتفاقية التراث العالمي 1972م، وتفعيل دور الملحقين الثقافيين في التوعية والحفاظ على الإرث التراثي والطبيعي العربي، وتعزيز عملهم في نشر تلك الثقافة بين الطلاب الجامعيين في الوطن العربي.
كما تنص المذكرة على إقامة ورش عمل، وندوات وفعاليات ثقافية منوعة تهدف إجمالاً إلى الحفاظ والتوعية بالموروث الثقافي والتراثي في الدول العربية.
ويعد ملتقى الملحقين الثقافيين العرب في المنامة مبادرة فريدة وجديدة من نوعها دشنتها سفارة المملكة العربية السعودية في البحرين، وعملت السفارة على إقامة ملتقى يجمع الملحقين الثقافيين العرب المعتمدين لدى مملكة البحرين العام الماضي، حيث عقد لقاء تشاوري يجمعهم، بحث الحضور فيه دور الملحقين الثقافيين في تفعيل العمل الثقافي العربي، وأهمية التواصل مع الجامعات، والطلبة على حد سواء.
وعمدت سفارة دول الكويت في المنامة هذا العام إلى إعادة إحياء المبادرة السعودية، وتوسيع دائرتها لتصبح مشاركة حقيقية من كافة الدول العربية، وأن تتجاوز سقف الدعوة وحضور الملتقى، وبناء عليه وجهت دعوة إلى السفارات العربية التي سبق وشاركت العام الماضي في الملتقى، إلى عقد اجتماع لتشكيل لجنة أمانة عامة للملتقى، وبحث إمكانية استكمال المشوار السعودي.
وأشادت سفيرة جمهورية مصر الشقيقة لدى البحرين سهى إبراهيم رفعت بما توليها مملكة البحرين في إبراز الثقافة وإعطاؤها الاولوية في الاهتمام، منوهة في الوقت ذاته بالدور المميز للشيخة مي في إظهار الثقافة داخل وخارج مملكة البحرين مشددة على ضرورة تعاون السفراء مع المركز لعرض أجمل ما يزخر به الوطن العربي من ثقافة غنية في ظل الظروف الراهنة التي يشهدها الوطن العربي.
وفي ذات السياق أكد سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين طه عبدالقادر أن توقيع هذه الاتفاقية في المنامة اليوم يتميز بجوانب إيجابية كثيرة على الصعيد العمل الثقافي العربي، موضحا بأن هذه المبادرة ثقافية ودبلوماسية سيكون لها السبق على مستوى العمل الدبلوماسي وسوف تترجم كعمل جماعي عربي متناغم منتج إيجابيا في الوطن العربي.
وأضاف السفير الفلسطيني أن هذا الملتقى يٌعد انجازا في حد ذاته لتكريس العلاقة الثقافية والإنسانية والحضارية عندما تتضامن الدول العربية بماضيها والذي يوعد بمستقبل زاهر.
اترك رداً
Want to join the discussion?Feel free to contribute!